ما زالت الادارة المدرسية تؤثر فينا سلبا.. فهي أول ادارة انضوينا تحتها.. منذ نعومة أظفارنا رأينا ذلك المدير المهيب الذي يحمل عصى طويلة مستفتحا الطابور الصباحي بضحية أو ضحيتين جلدا و(تلطيشا) ورفساً، ثم لكمة تحذيرية فيها شتى أنواع التهديد والوعيد حتى انها تطال احيانا بعض المدرسين بل ان بعض المديرين كان يضرب المدرسين ويطالهم ما يطال الطلاب في حالات نادرة.
ولان هذه المعايشة الاولى في الادارة قد انصبغ مفهومها لدينا بنفس هذا المفهوم تسلط وعقاب واتصال من اعلى لأسفل (اوامر) اقصاء.. محاربة الابداع والمعارضة.. فقد انسحب هذا على ما نراه الآن في الغالبية الساحقة من الادارات الرسمية، فأولئك الصغار اصبحوا مديرين ولم يعرفوا في خلفياتهم الذهنية والخبراتية من الادارة سوى نهج ذلك المدير بالمدرسة.
ومع أن البيروقراطية متوغلة بشكل يصعب التخلص منها، إلا أن هناك ادارات حدثت بيروقراطيتها بشكل يجعلها تتواءم مع الادارة الحديثة، فتغيرت من حيث قبول الرأي الاخر وتشجيع الاتصال الفعال والعمل بروح الفريق واستخدام التقنيات الحديثة.