دعوها إنها مرهقة
في عصرنا الحالي.. ازدادت تكاليف الحياة، و أصبحت أكثر صعوبة وبدأ الشباب بالعزوف عن الزواج لكثرة تكاليفه.. فقد أصبحت المهور وحدها تعادل الخيال، إضافة إلى الأثاث والمنزل ولوازم الزواج الأخرى.. والتي أصبحت مرهقة إلى حد بعيد، وذلك لأن أهل المرأة يصرون على الحصول على أفضل شيء، دون النظر لحال المتقدم لابنتهم، و أصبحت المرأة سلعة يتاجر بها بعض الآباء، فبعضهم يزوج ابنته لمن يدفع أكثر (وهذه حقيقة لا تقبل الجدال)، وآخرون يفاصلون في تكاليف الزواج، و آخرون يتزمتون ويرفضون تزويج البنات لمن هم أقل نسبا أو مركزاً اجتماعياً أو ماديا.. وهكذا بدأت العنوسة في الانتشار بشكل كبير، إضافة إلى شح الوظائف وارتفاع متطلبات المعيشة.
وأصبح الكثيرون من الشباب يميلون للزواج من فتاة أجنبية علها تكون أقل كلفة من ابنة الوطن التي لا طاقة للشباب بالزواج منها، والسبب الرئيسي هو ارتفاع تكاليف الزواج بدءاً من المهر مروراً بتكاليف حفلات الزفاف وانتهاء بمتطلبات الحياة الزوجية كمنزل فاخر وواسع وسيارة فارهة.. الخ من الأمور التي لا طاقة لشاب في أول حياته بها.
وهناك على عكس ذلك، من يطلب وجه الله في زواج ابنته، بأن ييسر مهرها، وتكاليف زواجها، كالسيد الذي زوج ابنته بمهر بسيط، عظيم في معانيه وأهدافه.. فزوّجها بعروس القرآن.. سورة الرحمن، وثلاثة آلاف ريال فقط.. راجياً بذلك من الله، أن يبارك حياتهما، ويوفقهما للخير ويرشدهما إليه.. وقد أوصانا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتيسير في أمور الزواج وعدم التعنت، والبحث عن الرجل ذي الخلق والدين الحسن الذي نرتضيه، والمرأة ذات الدين وليس الرجل ذو المنصب أو المال ولا المرأة ابنة النسب العالي أو ذات الجمال.. ومع أننا متمسكون في كثير من الأمور بتعاليم الدين الحنيف إلا أن واقعنا يحكي أننا قد خالفنا وصية رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم فكان لا بد من انتشار الفتن، ونزول المصائب.. لأننا نساعد الرجال والنساء على تحصين أنفسهم من إغراءات الشيطان!!
الخميس أكتوبر 09, 2008 8:31 pm
